Enrolment options

 

 

 

قصيدة شنق زهران/ صلاح عبد الصبور([i]):

 

وثوى في جبهة الأرض الضياء

ومشى الحزن إلى الأكواخ

تنين

 له ألف ذراع

كل دهليز ذراع

من أذان الظهر حتى الليل

يا الله

في نصف نهار

كل هذي المحن الصماء

في نصف نهار

مذ تدلى رأس زهران الوديع

·       * *

 

كان زهران غلاما

أمه سمراء

والأب مولد

وبعينيه وسامة

وعلى الصدغ حمامة

وعلى الزند أبو زيد سلامة

ممسكا سيفا، وتحت الوشم نبش كالكتابة

اسم قرية

(دنشواي)

شب زهران قويا

ونقيا

يطأ الأرض خفيفا

وأليفا

كان ضحاكا ولوعا بالغناء

وسماع الشعر في ليل الشتاء

ونمت في قلب زهران زهيرة

ساقها خضراء من ماء الحياة

تاجها أحمر كالنار التي تصنع قبلة

حينما مر بظهر السوق يوما

ذات يوم ...

واشترى شالا منمنم

ومشى يختال عجبا، مثل تركي معمم

ويجيل الطرف .... ما أحلى الشباب

عندما يصنع حبا

حينما يجهد أن يصطاد قلبا

·       * *

 

كان يا ما كان

أن زفت لزهران جميلة

كان يا ما كان

أن مرت لياليه الطويلة

ونمت في قلب زهران شجيرة

ساقها سوداء من طين الحياة

فرعها أحمر كالنار التي تحرق حقلا

عندما مر بظهر السوق يوما

ذات يوم

مر زهران بظهر السوق يوما

ورأى النار التي تحرق حقلا

ورأى النار التي تصرع طفلا

كان زهران صديقا للحياة

ورأى النيران تجتاح الحياة

مد زهران إلى الأنجم كفا

ودعا يسأل لطفا

ربما ...... سورة حقد في الدماء

ربما استعدى على النار السماء

وضع النطع على السكة والغيلان جاؤوا

وأتى السياف مسرور وأعداء الحياة

صنعوا الموت لأحباب الحياة

وتدلى رأس زهران الوديع

قريتي من يومها لم تأتدم إلا الدموع

قريتي من يومها تأوي إلى الركن الصديع

قريتي من يومها تخشى الحياة

كان زهران صديقا للحياة

مات زهران وعيناه حياة

فلماذا قريتي تخشى الحياة

 

تظهر بوضوح البنية السردية في قصيدة "شنق زهران" للشاعر المصري صلاح عبد الصبور، مثل السارد والشخصيات والزمان والمكان والحدث....إلخ.

وقد كان السارد بالضمير الثالث "هو" نسقا معتمدا في هذه القصيدة، فهو سارد خفي يراقب الأحداث ولا يشترك فيها.

وهو سارد عليم بسرده، ولا يخبرنا من أين جاء بالمعلومات في هذه القصيدة، مما يطلق العنان لخيالنا كي نتصور قربه الشديد جدا من زهران وعالمه، سواء كان هذا القرب بالقراءة والمعرفة أم كان بالمعايشة والمجاورة، ولكننا نعلم من خارج النص أن الشاعر صلاح عبد الصبور ولد بعد شنق زهران بأكثر من عقدين من الزمان.

وفي هذه القصيدة يتم التركيز على الشخصية المحورية تركيزا هائلا.

وهذه الشخصية لها اسم محدد هو زهران، مما يوحي بالجمال والنقاء، وكأنه نجم لامع، أو شجرة مزهرة، ويمنحه الشاعر صفات مؤثرة في المتلقي، مما يجعل إحساسه بالمصاب في فقده فادحا، لأن زهران هنا يمثل قيمة إتسانية في غاية النبل والصفاء، فهو شاب قروي، ومن المعروف أنه شخصية حقيقية من الذين تم إعدامهم أمام أهاليهم على يد المحتل الإنجليزي الغاصب  في جرن القرية ــ قرية دنشواي بمحافظة المنوفية ــ موقع الحادثة الشهيرة التي تعرف في التاريخ بــ "حادثة دنشواي"، عام 1906م.

وقد تم شنقه وهو في مرحلة الشباب والفتوة، وحالته الجسدية قوية جدا، فزنده مفتول، كما أنه يسير خفيفا وأليفا، وحالته النفسية متزنة، ولكن تبدو مسحة من التيه وحب الحياة الشديد.

وقد رصدته كاميرا الذات الشاعرة، وركزت على التفاصيل الصغيرة التي تمنح إحساسا شعريا بعيد الغور، وهذه التفاصيل الصغيرة هي موطن ذو أهمية كبيرة في السرد، كما بدت الحركة الزمنية المتماسكة بوضوح شديد في هذه القصيدة، والحقيقة أن هذه القصيدة يظهر فيها التماسك النصي بوضوح شديد، والتمساك النصي يتجلى من خلال الصورة الشكلية والصورة الدلالية، والصورة الشكلية "تعني" ترابط الجمل في النص مع بعضها البعض بوسائل لغوية معينة .. والثانية تهتم بالمضمون الدلالي في النص، وطرق الترابط الدلالية بين أفكار النص من جهة، وبين معرفة العالم من جهة ثانية"([ii]).

فالقصيدة تبدأ من النهاية، بعد ذلك تقوم بعملية ارتداد كبرى حتى تصل إلى لحظة النهاية وما بعدها، مما منح القصيدة تماسكا سرديا واضحا.

فالمقطع الذي بدأت به القصيدة، وهو:

وثوى في جبهة الأرض الضياء

ومشى الحزن إلى الأكواخ

تنين

 له ألف ذراع

كل دهليز ذراع

من أذان الظهر حتى الليل

يا الله

في نصف نهار

كل هذي المحن الصماء

في نصف نهار

مذ تدلى رأس زهران الوديع

يصور نهاية زهران، وقبل هذا المقطع كان العنوان هو "شنق زهران"، وهو يتكون في كلماته الظاهرة من كلمتين، وهاتان الكلمتان بينهما علاقة قوية جدا هي علاقة الإضافة، الأولى "شنق" والثانية "زهران"، فكلمة الشنق تثير في نفس المتلقي الكثير من الشجون والألم، لأنها تستدعي الموت العنيف، عن طريق الضغط بحبل محكم حول الرقبة حتى الموت، وهذا الشنق يضاف لشخصية رجالية هي زهران.

يبدأ هذا المقطع الملحمي بواو العطف وواو العطف تعطف المعطوف على المعطوف عليه، ومن هنا فإن هذه القصيدة تبدأ قبل بدايتها، لأنها تنهض بتنشيط ذهن المتلقي لملء فجوات سردية لم يملأها الشاعر حتى الآن، وعلى المتلقي أن يستغل العنوان الذي يستحضر الشنق لشخصية إنسانية هي زهران ويستغل أيضا معلوماته الخارجية عن مذبحة دنشواي عام 1906م ليسكن المتواليات السردية في ذهنه المنظم.

بعده يتبعه فعل ماض هو ثوى، بما يستدعيه من السكون التام وعدم الحركة، ويستدعي المثوى الأخير، ولكننا نفاجأ أن الذي ثوى في جبهة الأرض هو الضياء، بما تستدعيه كلمة جبهة من شموخ، فهناك شموخ في الموت، وكان من نتيجة ذلك أن تأتي متوالية سردية، يظهر فيها الحزن، وهو يمشي إلى الأكواخ، بل إن هذه المتوالية السردية تؤسطر الحزن، فتجعله تنينا له ألف ذراع، مما يوحي بجبروته وقسوته وثقله الهائل على أكواخ القرية، وتمدده الرهيب، وهو بأذرعه الأسطورية المخيفة  المتوحشة يتوغل في كل مكان، ويحدد الشاعر زمنا لهذا الحزن الرهيب، وهو من أذان الظهر حتى الليل، أي في نصف نهار ظهرت كل هذه المحن الصماء، ووصف المحن بأنها صماء له دلالة، وكأن صراخ أهل القرية الإنساني أمام هذه المحن لم يجد منها أذنا تسمع، فهي أذن صماء تماما، لا تبالي بآلام المطحونين، وهنا تنهض الاستعارة بدورها الدلالي والجمالي داخل الخط السردي للقصيدة، فقد تحولت هذه المحن وهي لا حي إلى كائن حي، ولكنه فقد أهم ما كينونته الحيوية، وهو الاستماع الرحيم لآلام الآخرين، وحتى هذه اللحظة لا نعرف السبب الذي جعل كل ذلك يحدث، وإن كان العنوان يدخلنا في الحالة المأساوية منذ البداية، حتى تأتي الجملة الكاشفة والمفسرة لما حدث، وهي:

"مذ تدلى رأس زهران الوديع".

وتنهض حروف المد بدورها في  التنفيس عن الألم الرهيب المكبوت.

ومن هنا فإن القارئ يدخل في قلب المأساة منذ البداية، وتلعب تقنية النجوم دورا كبيرا في منح القارئ هدنة يلتقط فيها أنفاسه، ويحاول أن يستوعب هذه الجملة السردية الكابوسية، والتي تراسلت تماما مع عنوان القصيدة، ويعد تركيز الضوء على رأس زهران وهو يتدلى متوائما مع جبهة الأرض من قبل، ومتوائما مع الضياء أيضا.

ولا شك أن الجملة السردية السابقة تنهض بتحفيز حس السؤال لدى المتلقي، لأنه أصبح يود الإشباع السردي عن هذه الشخصية، فقد تم ذكرها حتى الآن مرتين: المرة الأولى في العنوان: شنق زهران، والمرة الثانية في جملة تدلى رأس زهران الوديع، وكان من نتيجة هذا الشنق وذلك التدلي لرأس زهران أن ثوى الضياء في جبهة الأرض وأن مشى الحزن الرهيب الثقيل عبر أكواخ القرية ودهاليزها وأطبق الحزن الشامل عليها، وهنا قد يجد المتلقي أن ما يحدث نتيجة هذا الشنق أكثر مما ينبغي، ولذا كان لابد من تدخل الذات الساردة لكي تفعّل الاقتناع التام بهذا الحزن الكبير، ذلك الذي وضعتنا في قلبه دون سابق تمهيد، ولذا رأينا عملية الارتداد الكبيرة في المقطع التالي، وذلك بعد وقفة نهضت بها تقنية النجوم.

وقد رسمت الذات الشاعرة بحرفية الفنان صورة مفعمة بالحياة لزهران الذي تدلى رأسه الوديع في المقطع الأول. وهنا ينهض الوصف بوظيفة ذات أهمية بالغة، وهي الوظيفة "التفسيرية الرمزية في الوقت نفسه، فالصور الجسدية وأوصاف اللباس والتأثيث تتوخى .. إثارة نفسية الشخوص وتبريرها في نفس الآن، تلك الشخوص التي هي بمثابة علامة وعلة (سبب) ونتيجة دفعة واحدة"([iii]).

 

ويبدأ الارتداد الخارجي منذ أن كان زهران غلاما، أي في مرحلة عمرية ممعنة في الماضي، يقول:

 

كان زهران غلاما

أمه سمراء

والأب مولد

وبعينيه وسامة

وعلى الصدغ حمامة

وعلى الزند أبو زيد سلامة

ممسكا سيفا، وتحت الوشم نبش كالكتابة

اسم قرية

(دنشواي)

يظهر الهدف من السرد بوضوح منذ البداية، وهذا الهدف يتمثل في عملية معايشة ممتدة للشخصية التي تفاجأ المتلقي بوجودها في عالمه دون سايق معرفة حقيقية، وهذه المعايشة تهدف إلى استمالة القارئ لكي يكون حزنه هائلا بسبب الموت العنيف الذي تعرضت له الشخصية المحورية، وبالتالي لا يجد غضاضة في جثوم تنين الحزن على أنفاس القرية كلها.

والسطور السردية السابقة تتسم ببطء الحركة، لأنها تنتمي إلى عالم الوصف، وهذا الوصف نهض بدوره في تثبيت الصورة للشخصية المحورية صاحبة المأساة، فزهران أمه سمراء، وهنا يكتسب اللون أهمية فائقة، فالأم سمراء، مما يشير إلى عملية التداخل بين الأم من ناحية وأرض مصر من ناحية أخرى، فمنذ التاريخ الممعن في القدم ومصر هي "كمت" أي الأرض السمراء، وهذا يدل على مدى ارتباط زهران الوثيق بأرض الوطن، كما أن الجمل السردية التعريفية تتوالى بكثرة فالأب مولد، وهناك وسامة في عينيه، ومن المعروف أن العينين هما منفذ الروح على العالم، فإذا كانت هناك وسامة في عينيه فإن روحه تتميز بالوسامة أيضا، ثم تمعن الذات الساردة في نقل تفاصيل صغيرة تكشف بوضوح شديد عن طبيعة البيئة التي يعيش فيها زهران، حيث تهتم القرية المصرية خصوصا في فترة حادثة دنشواي بالوشم، وهنا تضخ الذات الشاعرة متواليات سردية تكرس في هذا الاتجاه، فعلى الصدغ، وهو جزء من الوجه حمامة/ رمز السلام الذي يتمتع به أبناء هذا الوطن، وعلى الزند أبو زيد سلامة ممسكا سيفا، وربما كان ذكر الحمامة على الصدغ يشير إلى ضعف الشخصية وانسحابها من هذا العالم، ولذا جاءت صورة الفارس الممسك بالسيف والمرسوم على زنده، لتشير إلى قوة الشخصية وفروسيتها، فالسلام يحتاج إلى قوة تحميه، واختيار أبو زيد يحمل دلالة خاصة فهو بطل شعبي له في وجدان الجماهير مكانة خاصة، خصوصا أبناء القرية منهم. هؤلاء المفتونون بالسير الشعبية عموما، وسيرة تغريبة بني هلال وبطلها أبو زيد الهلالي خصوصا، ثم تضخ الذات الشاعرة متوالية سردية أخرى، وهي وتحت الوشم نبش كالكتابة اسم قرية دنشواي، وهنا تتوحد الشخصية المحورية مع وطنها المتمثل في قرية دنشواي، ويتم استدعاء التاريخ الفرعوني من خلال ذكر النبش والكتابة مما يدل على أن هذا البطل يختزن في داخله تاريخ أمته.

وهنا يظهر بوضوح شديد أهمية الوصف في توقيف الزمن، مما جعل المتلقي يعايش الشخصية المحورية أطول فترة ممكنة، فتنشأ في داخله صلة نفسية معها، ثم تقفز الحركة الزمنية قفزة كبيرة لينتقل السرد بنا من مرحلة الصبا للشخصية إلى مرحلة الشباب، وهذه القفزة الزمنية تمثل فجوة زمنية يستطيع المتلقي أن يملأها بخياله.

يقول:

شب زهران قويا

ونقيا

يطأ الأرض خفيفا

وأليفا

كان ضحاكا ولوعا بالغناء

وسماع الشعر في ليل الشتاء

نجد القفزة الزمنية واضحة بين هذه السطور وما قبلها، فقد كان زهران غلاما، واليوم شب زهران قويا ونقيا، ويبدو بوضوح شديد انحسار الانزياحات اللغوية التي كنا نجدها في القصيدة الاستعارية، والتقاط صور واقعية بسيطة ولكنها بعيدة الغور، حيث ينحسر الأسلوب الاستعاري الذي يعتمد على التحويل مفسحا المجال للأسلوب الكنائي المعتمد على المجاورة ذلك الذي نراه متحققا في السرد، وقد لعبت صيغة المبالغة دورا كبيرا في بث ملامح زهران النفسية والجسدية، فهو قوي ونقي وأليف وخفيف وضحاك وولوع بالغناء وسماع الشعر في ليل الشتاء، وكلها تجعل من زهران شخصية محبة جدا للحياة وما فيها من شغف، وبعد ذلك يقول:

ونمت في قلب زهران زهيرة

ساقها خضراء من ماء الحياة

تاجها أحمر كالنار التي تصنع قبلة

 

يبدو بوضوح شديد التفاعل مع البيئة والامتياح من مفرداتها في القصيدة السردية، فقد نمت في قلب زهران زهيرة، وهنا يلعب اللون دورا كبيرا في الدلالة، فالزهيرة ساقها خضراء، بما يوحي به اللون الأخضر من خصوبة وحيوية دافقة، ويستدعي مرحلة الشباب وما فيها من ازدهار، ويأتي اللون الأحمر في قوله:

تاجها أحمر كالنار التي تصنع قبلة، وإذا كان اللون الأحمر والنار يستدعي الحريق في الكثير من التصور[l1]  فإن النار هنا هي جوهر الحياة وقدرتها على التجدد، لأنها لون نار العشق والهوى، فهي هنا نار إيجابية.

 

يقول:

حينما مر بظهر السوق يوما

ذات يوم ...

واشترى شالا منمنم

ومشى يختال عجبا، مثل تركي معمم

ويجيل الطرف .... ما أحلى الشباب

عندما يصنع حبا

حينما يجهد أن يصطاد قلبا

وهنا لقطة تصور حركة الشخصية المحورية، وما يصاحب هذه الحركة من خصوبة وحيوية دافقة، وتلعب التفاصيل الصغيرة دورا فائقا في بث دلالات بعيدة الغور، ويأخذ الشال المنمنم مركز ثقل واضح في هذا السياق، وتظل الصور المجازية في حالة انحسار واضح، ولكن يظهر التشبيه في قوله:

ومضى يختال عجبا مثل تركي معمم،  وهذا التشبيه يشير إلى سياق له دلالة، حيث كانت مصر واقعة في هذه الفترة تحت الاحتلال الإنجليزي من ناحية والسيطرة التركية الصورية عليها من ناحية أخرى، ولذا فقد كان للأتراك حضور كبير على الساحة المصرية، وكان معظمهم يتمتعون كثيرا بخيرات مصر، في حين كان أبناؤها المنتجين الحقيقيين لا يتمتعون بشئ، وكان أقصى طموح أحدهم أن يمر بالسوق ويشتري شالا منمنما يجعله يتيه من الفخار مثل التركي المعمم رمز الغنى والجاه والأبهة، لكم كانت هذه الشخصية في غاية البساطة، ولكنها في الوقت نفسه في غاية الحب للحياة وفي غاية الخصوبة والحيوية.

ومن هنا فإن خصوبته وحيويته هي ما يغري به، فهو يصطاد قلبا بشبابه وليس بماله ولا بسلطته أو جاهه.

وإذا كانت هذه السطور تنتج الدلالة في جانب الفرح وحب الحياة فإن القارئ لا يستطيع أن يتلقاها وهو في حالة من الخدر اللذيذ، وإنما يتلقاها في ضوء ما تلقاه من سرد سابق كرس لحدوث الفجيعة كأقسى ما تكون، فيتشكل في ذهن المتلقي خطان مختلفان: خط الموت المفجع وخط الخصوبة الدافقة، وإذا كان خط الموت المفجع قد تلقاه القارئ منذ البداية فإن خط الخصوبة المتدفقة لا يزال في طور التشكل، وتشكله هذا يجعل خط الموت للشخصية المحورية/ زهران أكثر مأساوية من ذي قبل، لأن القارئ أصبح يعرفه أكثر، فيقول:

 

كان يا ما كان

أن زفت لزهران جميلة

كان يا ما كان

أن مرت لياليه الطويلة

تحضر سمات الحكي الشعبي في قوله "كان يا ما كان"، وهي سمة لها حضور كبير حينما تتم أسطرة الحكاية، وانعتاقها من المحددات الزمانية والمكانية ليتم الحكي الذي يمتد عبر الأزمان والأماكن، والتركيز على الحكاية فقط، وهنا ينجح زهران في اصطياد قلب عامر بالشوق والجمال، وتمر لياليه ذات الطول الفائق، والقارئ يتلقى السرد في هذه القصيدة وقد أصبح مهيئا للاقتناع بتوالي الجمل السردية، فزهران ذو الخصوبة والحيوية الدافقة والشباب الحلو نجح بعد جهد في اصطياد قلب، وكان سر نجاحه هو استجابته لنداء قلبه الشاب وجسمه الغض فبذل الجهد الكافي من أجل الحب، وكان شبابه وبساطته الآسرة وحيويته الدافقة هي السر الذي جعل هذا القلب يقع في شباكه الذهبية، وهنا تأتي المتواليات السردية لتكشف عن تطور الحدث السردي، فيقول:

 

ونمت في قلب زهران شجيرة

ساقها سوداء من طين الحياة

فرعها أحمر كالنار التي تحرق حقلا

ويتم تكرار نفس الأفعال والصيغ والجمل ولكن بتحريف بسيط، ولكن هذا التحريف البسيط يحول مؤشر الدلالة إلى النقيض، وإذا كان في السابق قد نمت في قلب زهران زهيرة، فإنه الآن قد نمت في قلبه شجيرة، وهنا يتم أيضا استغلال الألوان في إنتاج الدلالة، فساق الشجيرة هنا سوداء، بما يضخه اللون الأسود من دلالة التشاؤم، وفرع هذه الشجيرة التي نمت في قلب زهران أحمر، وإذا كان اللون الأخمر مع الزهيرة كان من الشوق والهوى فإنه هنا من الحريق الذي يلتهم الحقل / رمز خصوبة الحياة. وهنا يبدأ التراسل مع عنوان القصيدة ومع المقطع الأول منها، وأصبح القارئ يتوقع حدوث الكارثة، ولا تخفى بطبيعة الحال دور أدوات الربط اللغوية في تماسك الحدث السردي، وهنا يكتس حرف العطف "الواو" أهمية كبيرة جدا.

وإذا كانت البنية التشبيهية متراسلة مع بنية تشبيهية سابقة فإن انحرافها بدا واضحا جدا، فتاج الزهيرة التي نمت في قلب زهران شبهه الشاعر بالنار التي تصنع قبلة، ولكن هنا نجد فرع الشجيرة التي نمت في قلب زهران كالنار التي تحرق حقلا، وما أبعد الفرق بين النار هناك والنار هنا، فالنار هناك كانت نارا إيجابية هي نار الحب والشهوة، وهذا هو صميم الحياة وقلبها النابض، والنار هنا هي تلك النار التي تحرق الحقل/ رمز الخصوبة والحيوية ولذا فالنار هنا هي تلك النار الحارقة المهلكة، وهنا يتواءم ما يعرفه المتلقي عن حادثة دنشواي الشهيرة التي حدثت عام 1906م، وكان من مظاهرها القوية نشوب الحريق في جرن من أجران القمح، مما جعل الأهالي يطاردون الجنود الإنجليز الذين تسببوا في هذا الحريق لمحصولهم الذي جاء بعد شهور من الكد والعرق، وبعد طول انتظار له، لأنه يمثل لهم أهمية فائقة في حياتهم.

وقد نهضت البنية التشبيهية هنا بتحول مفصلي في سرد القصيدة، جعلها تغادر جوانب التفاؤل والحيوية ليدخل بنا الشاعر/ السارد في طريق مسدود، هو طريق الموت العنيف الذي كان من نصيب الشخصية المحورية فيها.

وبدأ المتلقي يعيش في جو النار الحارقة بعد أن كان يعيش في جو النار الخصيبة إن صح هذا التعبير.

وهنا تأتي الجمل السردية المعبرة عن جو النهاية، فيقول:

عندما مر بظهر السوق يوما

ذات يوم

مر زهران بظهر السوق يوما

ورأى النار التي تحرق حقلا

ورأى النار التي تصرع طفلا

كان زهران صديقا للحياة

ورأى النيران تجتاح الحياة

ويتكر مرور زهران بالسوق يوما ذات يوم، ولكن شتان بين مروره في القديم، وقد اشترى شالا منمنما واختال عجبا بنفسه مثل تركي معمم، واستطاع بفتوته وشبابه أن يصطاد قلبا جميلا ومروره الآن وقد واجه الكارثة، وعليه أن يتخذ موقفا، فقد رأى النار رمز الجحيم تجتاح الحقل رمز الحياة، بل رآها تصرع طفلا رمز مستقبل الوطن، ورمز الحياة المتجددة على أرض هذا الوطن، وزهران صديق الحياة، وها هو يرى النيران ــ جمع النار فقد توالدت وكثرت في لحظة ــ تجتاح الحياة.

كل هذه الجمل السردية تميل بجانب المتلقي لمعرفة اختيار زهران للفعل الذي سيقوم به، ومن هنا فقد:

مد زهران إلى الأنجم كفا

ودعا يسأل لطفا

ربما ...... سورة حقد في الدماء

ربما استعدى على النار السماء

فقد لجأ إلى السماء أولا كي تقف بجانب الحياة ضد هذه النيران الغاشمة، ودعاها يسألها اللطف، واستعداها على النار.

وتظهر سقطة البطل التراجيدي، فعلى الفور:

وضع النطع على السكة والغيلان جاؤوا

وأتى السياف مسرور وأعداء الحياة

صنعوا الموت لأحباب الحياة

وتدلى رأس زهران الوديع

فبسرعة فائقة وضع النطع على السكة، وبسرعة فائقة جاء الغيلان وبسرعة فائقة أتى السياف مسرور وأعداء الحياة وبسرعة فائقة صنعوا الموت لأحباب الحياة، وبسرعة فائقة تدلى رأس زهران الوديع.

وهنا تكتسب السكة ثقلا دلاليا واضحا، فقد تم التنفيذ في موقع الحادث، وأمام عيون الجميع، وأمام الأهل والأطفال، وتستحضر الذات الساردة تاريخا عريضا من الظلم حينما تستدعي السياف مسرورا رمز آلة تنفيذ البطش بالأبرياء.

ويكشف الشاعر عن وحدة القهر والعسف عبر الأزمان والأماكن، فمسرور الذي اكتسب شهرة بالعسف والجبروت في العصور الوسطى يظهر الآن بسرعة فائقة في العصر الحديث وينهض بأفعال العسف نفسها رغم اختلاف الزمان والمكان والحضارة.

وهنا تلعب المقابلة دورا كبيرا في الكشف عن الصراع بين جانبين مختلفين: جانب الموت وجانب الحياة.

وتكتسب الصفة أهمية كبيرة (رأس زهران الوديع) فالآن يدرك المتلقي بقناعة تامة صفة الوداعة، ويتفاعل أكثر وبأثر رجعي مع هذه الصفة التي ذكرت من قبل في المقطع الأول، ولكنه استقبلها فجأة، أما ذكرها مرة ثانية هنا فقد تفاعل معها وعايش الشخصية منذ الصبا وحتى موتها العنيف فعرف بقناعة تامة أنه ضحية لهؤلاء الغيلان البشعين.

وهنا تظهر بداية القصيدة مرة ثانية، ولكن بعد أن نهضت عملية الارتداد الكبرى بالإضاءات السردية الكاشفة لكل ما بتعلق بالشخصية المحورية ونهايتها المفجعة.

وكان من المتوقع أن تنتهي القصيدة عند هذا الحد، فيكون السرد دائريا مكتملا، ولكن الذات الشاعرة تنطلق بسردها إلى ما بعد موت الشخصية المحورية لتلقي الضوء على القرية التي تجسد فيها الوطن كله فيقول:

 

قريتي من يومها لم تأتدم إلا الدموع

قريتي من يومها تأوي إلى الركن الصديع

قريتي من يومها تخشى الحياة

كان زهران صديقا للحياة

مات زهران وعيناه حياة

فلماذا قريتي تخشى الحياة

وهنا القرية/ الوطن في حالة حزن منذ رحيل زهران، وهذا ما يرفضه الشاعر، فزهران نفسه كان صديقا للحياة، بل إنه وهو يموت كانت عيناه حياة، فلماذا قريتي تخشى الحياة؟

والحقيقة أن موت زهران لم يجعل القرية تخشى الحياة، فرغم العسف والقهر فإن دماء زهران لم تذهب هباء، وإنما كافحت القرية/ الوطن حتى استطاعت أن تطرد هؤلاء الغاصبين. ومن هنا فإنه على الرغم من وجود المأساة في هذه القصيدة وإطباقها بمقابض من فولاذ على الروح العام فإن الذات الشاعرة ترفض الاستسلام لهذ الحزن، وتنهي القصيدة بسؤال يحمل الكثير من التعجب، وهو فلماذا قريتي تخشى الحياة؟

وهذا السؤال يحمل نغمة صاعدة، هي آخر ما يستقر في ذهن القارئ، وقد نهض بعملية تحول من الأساليب الخبرية المتوالية إلى الأسلوب الاستفهامي المتصاعد، وهيمنة الأساليب الخبرية بصورة كثيفة جدا، وهيمنة الجملة الفعلية ذات الفعل الماضي بصورة كثيفة جدا كان تجليا واضحا لطبيعة البنية السردية في هذه القصيدة.

وتبدو سمة الترابط بوضوح في هذا النمط من الشعر، فالمتواليات فيها مترابطة كي تجعل منها قصة مكتملة الأركان، وكان للمتواليات الإخبارية دور واضح في هذا السياق، في حين انحسرت بصورة واضحة المتواليات الإنشائية.

ومن المعروف أنه "تتألف الجملة من مستويين في بنية الخطاب: إخبارية وإنشائية، ومنها تتفرع ألوان الخطاب من الإخبار إلى الإنشاء، وذلك وفق الفاعلية الشعرية التي تكمن في طبيعة العلاقات اللغوية على مستوى الخطاب ككل، وتشاكلها وتباينها، وانتقال الخطاب من الإخبار إلى الإنشاء، والرجوع إلى الإخبار مرة ثانية، والغاية من ذلك خلق فاعلية شعرية ناتجة من خرق الأنساق الأسلوبية السابقة وإنتاج أنساق أسلوبية جديدة، ثم الانزياح عنها مرة أخرى"([iv]).

من خلال ما سبق تبدو ملامح السرد بوضوح شديد داخل هذه القصيدة "شنق زهران" للشاعر المصري صلاح عبد الصبور، فقد كان النمط المهيمن للسارد هو السارد غير المشارك الذي يستخدم الضمير الثالث "هو" في السرد، وكانت الشخصية المحورية في النص هي شخصية زهران، وهي شخصية لها وجود خارج النص أيضا، فقد كان أحد الذين تم إعدامهم أمام أهلهم في مذبحة دنشواي، وقد تتبعتها كاميرا السرد عبر مراحل مختلفة من عمرها، وهذا التتبع أسهم بشكل كبير في عملية معايشة القارئ لهذه الشخصية، مما جعل مأساة موته مؤثرة جدا بل وفاجعة جدا، "فزهران في مشهدين، الأول عكس مقدار البراءة والرغبة في الحياة والإقبال عليها، والثاني يعكس مقدار الفزع الذي ترك بصمته على الأشياء وعلى الحالة النفسية للشخصية، فالزهيرة .. تحولت إلى شجيرة، والتاج أصبح فرعا، واللون الأخضر المشبع بماء الحياة أصبح أسود مصبوغا بطينها،  واللون الأحمر المتأجج بالعاطفة أصبح نارا حارقة لكل ما هو حي أو أخضر، وأصبح الحزن يغمر نفس زهران ونظرته للحياة، أصبح كل شئ يشيخ ويهرم"([v]). 

 وكانت هناك شخصيات أخرى في القصيدة، شخصيات تقف إلى جانب الشخصية المحورية وشخصيات تقف ضدها، وهي في الغالب شخصيات عامة، ليست محددة مثل الغيلان والسياف مسرور وأعداء الحياة، وكلها شخصيات مضادة للبطل المحوري، وكانت هناك شخصيات صديقة للبطل المحوري مثل جميلة التي زفت له، ومثل أحباب الحياة ومثل أطفال زهران، ولكن الغيلان استطاعوا إنهاء حياة زهران بطريقة عنيفة جدا.

وكان المكان المحوري هو قرية دنشواي، وهي قرية في محافظة المنوفية شهدت حادثة دنشواي المدوية، فهي قرية في الدلتا بما فيها من ملامح، الاتساع/ الحقول/ الحيوانات/ الطيور/ الطوب اللبن الذي تبنى منه البيوت في تلك الفترة/ الفلاحين البسطاء وما بينهم من علاقات.

وعلى الرغم من بساطة القرية والقهر الذي يعيش فيه سكانها فإنها هي المنتج الحقيقي للغذاء الذي يقوم عليه أود الناس، سواء في القرية أم في المدينة، ومن هنا فهذا المكان منتج وعظيم الفائدة.

أما عن الزمان في هذه القصيدة السردية، فقد تفاعل مع سمات زمنية خارجية، هي أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فمن المعروف أن حادثة دنشواي الشهيرة وقعت عام 1906م في عهد الاحتلال الإنجليزي لمصر، وقد كان هذا الزمن هو نهاية الشخصية المحورية، وقد تفاعلت القصيدة مع فترات زمنية مختلفة من حياته، منذ أن كان غلاما، مرورا بفترة شبابه وزواجه وإنجابه ونهاية بموته المروع.

أما الزمن الداخلي في هذه القصيدة السردية فقد تراواح بين التوافق الزمني الذي ظهر في بداية القصيدة، وقد غلبت عليه سمة نقل الحدث الرهيب، بصورة مشهدية غير متطورة زمنيا، ولكن المقطع الثاني جاء من خلال عملية ارتداد كبرى، بدأت منذ أن كان زهران غلاما حتى وصلت إلى لحظة بداية القصيدة، أي مشهد شنقه المروع، ثم انطلق الزمن بنا إلى ما بعد نهاية الشخصية المحورية.

وكان لهذا التفاعل مع الزمن دور كبير في ضخ متواليات سردية تعرّف بالشخصية المحورية تعريفا عميقا يجعل المتلقي يتفاعل مع موتها المأساوي بصورة قوية.

وكان الوصل بالعطف للمتواليات في هذه القصيدة ذا هيمنة واضحة، مما حقق لهذه القصيدة سمة الترابط.

وعلى الرغم من السرد المحكم والحكاية المكتملة فإن هذه القصيدة السردية قد جمعت إلى جانب السرد فيها سمات تنتمي إلى عالم الشعر انتماء واضحا، مما جعل القصيدة مطعمة بهذين الفنين بصورة واضحة.

وقد ظهر من سمات الفن الشعري فيها انتماؤها إلى فن الشعر، فقد نشرت في ديوان شعري ضمن قصائد لشاعر شهير جدا في العصر الحديث هو الشاعر المصري صلاح عبد الصبور، ومن هنا ظهرت القصدية أي قصدية الشاعر وإعلانه أن يكتب قصيدة وليست قصة.

الملمح الثاني من ملامح فن الشعر هو المحافظة على الوزن الواحد، وذلك من خلال ما يعرف بقصيدة التفعيلة، أو ما اصطلح على تسميته بالشعر الحر، والمحافظة على الوزن سمة تنتمي للفن الشعري، بل إنها من أهم ملامحه، كما ظهر ملمح آخر من ملامح فن الشعر وهو حضور القافية حضورا واضحا، والقافية في هذه القصيدة ليست هي القافية الموحدة كما نراها في القصيدة العمودية، وإنما هي قافية تتردد بمقدار ما يحتاجه النص، وتتغير أيضا بمقدار ما يحتاجه النص، ولكنها تظل حاضرة من البداية وحتى النهاية.

ومن ملامح الفن الشعري أيضا في هذه القصيدة حضور الجانب التصويري مثل "ثوى في جبهة الأرض الضياء"

"مشى الحزن إلى الأكواخ تنينا له ألف ذراع"

"كل دهليز ذراع"

 فهذه انزياحات تكرس لفن الشعر أكثر من أي فن آخر.

كما نجد من ملامح فن الشعر عنصر التكثيف في الصورة.

وتتخذ الذات الشاعرة من بنية التكرار تقنية معتمدة في القصيدة، وهذه البنية تنهض بدور إيقاعي واضح يكرس لملامح الفن الشعري بقوة، وقد كانت بنية التكرار ذات تجليات مختلفة، منها تكرار الحرف الذي سجل حضورا قويا، على نحو ما نجد في قوله:

مر زهران بظهر السوق يوما

ورأى النار التي تحرق حقلا

ورأى النار التي تصرع طفلا

نجد تكرارا كبيرا لحرف الراء في السطور السابقة، فقد تكرر هذا الحرف تسع مرات في ثلاثة أسطر قصيرة، مما جعله يسجل كثافة واضحة.

كما تكررت الكلمة أيضا وتكرر أكثر من الكلمة مثل "ورأى النار التي"

كما تكررت الصيغ مثل صيغة الفعل المضارع المبدوء بتاء، مثل تحرق/ تصرع، ومثل الاسم المنصوب يوما/ حقلا/ طفلا.

كل هذا التكرار الكثيف يعد سمة محورية من سمات فن الشعر، ومن هنا فإن التداخل بين فن الشعر من ناحية وفن القص من ناحية أخرى يظل حاضرا بقوة في هذه القصيدة السردية للشاعر المصري صلاح عبد الصبور.

 



[i]  صلاح عبد الصبور، الديوان، الأعمال الكاملة، دار العودة، بيروت، ط1، 1973م، ص18..

[ii]  انظر جمعان عبد الكريم، إشكالات النص، دراسة لسانية نصية،  ـ النادي الأدبي بالرياض، ط1، 2009م،  ص222 ــ 223.

[iii]  جيرار جينيت، حدود السرد، ترجمة بنعيسى بو حمالة، ضمن كتاب طرائق تحليل السرد الأدبي، منشورات اتحاد كتاب المغرب، الرباط، ط1، 1992م، ص77..

[iv]  يوسف إسماعيل، البنية التركيبية في الخطاب الشعري، قراءة تحليلية للقصيدة في القرنين السابع والثامن الهجريين، العصر المملوكي، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، سلسلة الدراسات (10)، 2012م، ص28.

[v]  محمد أبو الفتوح العفيفي، النص وأدوات تماسكه في قصيدة "شنق زهران" لصلاح عبد الصبور، ضمن مجلة بحوث التربية النوعية، جامعة المنصورة، عدد 28، يناير، 2013، ص417.


 [l1]


Guests cannot access this course. Please log in.